ريم العجلوني

مدير البرنامج الأردني لسرطان الثدي

كعاملة في مجال الصحة العامة في الأردن ومدافعة عنها كحق أساسي، فإنه يتملكني الفخر والاعتزاز بالخطوات الرائعة التي خطاها الأردن وبالتحديد مؤسسة ومركز الحسين في مجال مكافحة مرض السرطان والتغلب عليه.
تأسس البرنامج الأردني لسرطان الثدي عام 2007 كمبادرة وطنية شاملة بقيادة ودعم مؤسسة ومركز الحسين للسرطان ووزارة الصحة وذلك لضمان توفير خدمات ذات جودة عالية للكشف المبكرعن سرطان الثدي وتشخيصه في مراحله الأولى ولزيادة الوعي العام حول عوامل الخطورة التي قد تزيد من احتمالية حدوث المرض و أعراضه و فوائد الفحص والكشف المبكر عن سرطان الثدي.

لا شك أن البرنامج الأردني لسرطان الثدي  حظي على مر السنوات بوجود الأشخاص الداعمين المؤمنين برسالته. واليوم و بعد 12 عاماً على تأسيسه و بتقلدي مسؤولية إدارته، فإنه بالفعل قد أدهشني مشاركة والتزام إدارتنا وشركائنا الذين يواصلون بشغف دعم رسالتناعلى جميع المستويات.

في الأردن، تتلقى في كل عام أكثر من 1200 سيدة خبر تشخيصها بمرض سرطان الثدي، وفي وقت من الأوقات كنتُ إحداهن. تُكتشف نسبة ليست بالهينة من الحالات للأسف في المراحل المتأخرة للمرض حيث يكون العلاج أصعب وأكثر كلفة، وفرص النجاة أقل. كما وتحدث غالبية الإصابات في عمر تكون المرأة في أوج عطائها ومساهمتها لمجتمعها. وأكاد أجزمُ أن أغلبَنا قد لامس أوجاع وآلام هذا المرض اما بشكل مباشر او لإصابة عزيز أو قريب أو صديق. ولذلك يلتزم البرنامج الأردني لسرطان الثدي ببذل كل ما في وسعه لتغيير هذا الواقع، مع التركيز على تعزيز الجهود نحو إجراء فحوصات الكشف المبكر  ونشر الوعي.

بعد أن تلقيت تشخيصي بمرض سرطان الثدي شعرت بالخوف مما سألاقيه، ولكن ولحسن الحظ لم يكن بمراحل متقدمة واستطعت بمشيئة الله و بالرعاية الطبية الجيدة أن أشفى. ومنذ ذلك الحين، ازددت إيمانا أكثر وأكثر بأهمية الكشف المبكرعن سرطان الثدي وأهمية نشر الوعي حول هذا المرض وأدركت أن الكشف المبكر ينقذ الحياة بالفعل وأن السرطان لا يعني  النهاية. لا أريد أن أنسى أبدًا ما ممرت به أنا والعديد من السيدات في جميع أنحاء المملكة. ولذلك أتمنى أن نعمل سويةً على إحداث تغيير حقيقي ودائم لأن القوة تأتي من همة الناس ومن تعاونهم.

هدفنا الحقيقي والذي نريده جميعًا هو التغلب على السرطان، ولكن إلى أن نحقق هذا الهدف، فإننا  سنكمل مشوارنا في نشر الوعي، وتحسين جودة الخدمات المقدمة للسيدات، وتغيير النظرة والصورة النمطية حول السرطان، ووضع مكافحة السرطان على سلم أولويات صناع القرار، ونشر الأمل.

ريم العجلوني